جاءت دعوة البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، لعقد مؤتمر دولي خاص، برعاية الأمم المتحدة، لمساعدة لبنان على الخروج من أزماته، بعد أن عجزت الطبقة السياسية عن إيجاد حلول للأوضاع المزرية التي يعيشها هذا البلد. وتلقى دعوة الراعي دعم قطاع واسع من المسيحيين والسنة والدروز، بالإضافة إلى مُعارضي "حزب الله" بين الشيعة.
يطرح "الاتفاق الإطاري" الذي توصل إليه لبنان مع إسرائيل بوساطة أمريكية، بشأن التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية، والذي أعلن عنه في مطلع أكتوبر الجاري، سؤالاً عما إذا كان هذا الاتفاق مقدمة لظهور ديناميات جديدة من شأنها إعادة ترتيب المشهد الإقليمي ومعادلاته، وخاصة أن التفاوض بين الطرفين لن يكون أمراً تقنياً مجرداً، بل يحمل أبعاداً جيوسياسية قد تُغيِّر طبيعة الصراع في المنطقة، وتنحو بالعلاقات اللبنانية-الإسرائيلية إلى شكلٍ من أشكال الاتفاق السياسي، ستكون له مُترتبات تتناقض مع الواقع الذي ساد لأكثر من عشرين عاماً على حدود الطرفين.
أحدث الانفجار الذي وَقَع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الجاري، صدمةً محلية في لبنان، ولدى كافة عواصم العالم، على نحو أحدث ما يُشبه "انقلاباً دولياً عاماً" في كيفية مقاربة الملف اللبناني، وتسبَّب في حدوث زلزالٍ سياسي داخلي، بدءاً بالتحرك العنيف للشارع اللبناني المناهِض للطبقة الحاكمة بمجملها، ومروراً باستقالة حكومة حسان دياب في 10 من الشهر نفسه، وانتهاءً بطرح الخيارات والسيناريوهات المتعددة التي تنتظر لبنان خلال الأيام والأسابيع المقبلة، على طاولة البحث.
شهد حزب الله اللبناني تطورات وتحولات في السنوات الأخيرة، سيكون لها تداعيات على مساره، وانعكاسات على لبنان والمنطقة برمتها
تحديد نطاق البحث