وقَّعت الحكومة السودانية الانتقالية في 3 أكتوبر 2020، اتفاق سلام مع الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية. وتضمَّن الاتفاق ثمانية بروتوكولات، من أبرزها الترتيبات الأمنية ودمج الحركات المسلحة في جيش سوداني موحَّد. ومع ذلك، فقد جرى التوقيع على هذا الاتفاق في ظل مقاطعة العديد من الحركات المسلحة، لاسيما حركة جيش تحرير السودان (جناح عبد الواحد نور)، والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال (جناح عبد العزيز الحلو)، وهو ما يُثير العديد من التساؤلات حول مستقبل دمج الحركات المسلحة في الجيش السوداني.
لم تُفلِح زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الخرطوم، والذي وصلها في 25 أغسطس 2020 قادماً من تل أبيب، في دفع الحكومة السودانية نحو اتخاذ خطوات جديدة نحو التقارُب مع إسرائيل، وذلك رغم الحماس الذي أبداه رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المُسلحة الفريق أول عبد الفتاح البُرهان تجاه هذه القضية في فبراير 2020، إبان لقائه المُفاجئ في العاصمة الأوغندية كمبالا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بترتيب أمريكي، في أول وآخر لقاء مُعلَن بين قيادات البلدين حتى سبتمبر 2020.
تتزايد المخاوف من إمكانية تدويل الصراع الداخلي في إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية وإقليم تيغراي الذي انطلقت شرارته في 4 نوفمبر 2020، في ظل حديث تقارير عن انخراط بعض الأطراف الإقليمية مثل إريتريا في الصراع، وهو ما تنفيه أديس أبابا، الأمر الذي قد يُهدِّد بحصول أزمة عميقة تشهدها المنطقة، وسط توقعات بإعادة هندسة الترتيبات الإقليمية، واحتمال تشكُّل معادلة جديدة في القرن الأفريقي مستقبلاً. تُلقي هذه الورقة الضوءَ على طبيعة مصالح القوى الإقليمية والدولية تجاه الصراع الإثيوبي، وأبرز المواقف تجاهه، وكيف تعاطت معها حكومة آبي أحمد، والتداعيات الآنية والمحتملة للصراع على دول المنطقة والعالم.
مع تصاعُد التنافس المتعدد الأبعاد بين الصين والهند في مناطق استراتيجية مختلفة من العالم، يبدو أن هذا التنافس مُرشَّح بقوة أن ينتقل إلى منطقة القرن الأفريقي التي تحتل أهمية جيوستراتيجية لدى الطرفين، في ضوء ما تشهده من تحول ديناميكي يُفسِّره صعود قوي للدور الصيني باعتباره شريكاً اقتصادياً ضخماً في مقابل تراجع نسبي لواشنطن، الأمر الذي يُغذِّي المخاوف الهندية من تشكُّل حزام صيني اقتصادي وعسكري يستهدف تطويقها في مجالها الحيوي. تُسلِّط هذه الورقة الضوء على مظاهر تنامي التنافس الصيني-الهندي في منطقة القرن الأفريقي، ومصالحهما المرتبطة بهذا التنافس، وتداعياته المحتملة ومستقبله.
تُشكِّل مسألة التغيير تحديّاً رئيسّاً في أوغندا، البلد الواقع في الشرق الأفريقي، وسط حالة الاستقطاب التي تغلب على المشهد السياسي الأوغندي مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في البلاد المقرر عقدها في 14 يناير الجاري، ومع تصاعد دعوات التغيير التي تطرحها المعارضة السياسية ورفضها استمرار الرئيس يوري موسيفيني في السلطة، في مقابل مساعي النظام الحاكم لإخماد التظاهرات المناهضة له، وتضييق مساحة الحركة لرموز المعارضة، لا سيما المعارض البارز، بوبي واين، المنافس الرئيس لموسيفيني في الانتخابات المقبلة. تُسلِّط هذه الورقة الضوء على طبيعة الأزمة السياسية الراهنة في أوغندا، ومستقبل النظام الحاكم في هذا البلد على ضوء ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات المقبلة وتداعياتها.
تصاعدت مؤخراً وتيرة النزاع بين السودان وإثيوبيا حول منطقة الفشقة الحدودية، وهو خلاف قديم بدأ منذ القرن الماضي. وتُحاول هذه الورقة تحليل واستشراف مآلات التصاعُد في النزاع الحدودي بين البلدين الأفريقيين الجارين، في ضوء الآليات التي اعتمدها الطرفان لإدارة النزاع بينهما خلال عام 2020.
تحديد نطاق البحث