تشهد القارة الأفريقية تنامياً في تهديد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ بداية العام 2020، حيث كثفت التنظيمات المبايعة له من هجماتها ومواجهاتها المباشرة مع قوات مكافحة الإرهاب في غرب وجنوب القارة، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول عوامل وأسباب تنامي هذا التهديد، ومخاطره واحتمالاته المستقبلية.
مؤشرات تنامي تهديد "داعش" في القارة الأفريقية
1. تنامي تهديد "داعش" في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، ومن مؤشرات ذلك:
2. تنامي تهديد "داعش" في جنوب ووسط القارة، ومن مؤشرات ذلك:
عوامل تنامي تهديد "داعش" في القارة الأفريقية
مخاطر تنامي تهديد داعش
السيناريوهات المحتملة
السيناريو الأول: استمرار الوضع الراهن (تنامي تهديد "داعش")، لاسيما بعد تنامي علاقات الاتصال والتنسيق مع التنظيم الأم. وظهور "داعش" بوصفه بديلاً قوياً للعناصر المنشقة عن تنظيم القاعدة، لا سيما "جبهة تحرير ماسينا"، والتي ترغب في مواصلة القتال ضد الحكومة المالية[13]. فضلاً عن قدرة "داعش" على استقطاب مقاتلين جدد، حيث تشير المعلومات إلى أن 70% من المقاتلين الضالعين في الهجمات في منطقة الساحل هم أفراد تم توظيفهم من عصابات إجرامية. ولكن يتحدى هذا السيناريو محاولات تنظيم "نصرة الاسلام والمسلمين" إعادة تنظيم صفوفه[14]، واستعادة السيطرة على مناطق عملياته، بدعم من مجموعات الطوارق وميليشيات الدفاع عن النفس في شمال مالي[15]، فضلاً عن التوجهات الفرنسية لتركيز عملياتها العسكرية على "داعش" في المنطقة.
السيناريو الثاني، اتساع دائرة المواجهات بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في سياق الاستراتيجية المتبعة من جانب بعض الحكومات الأفريقية، لا سيما مالي، التي أعلنت استعدادها التفاوض مع القاعدة، وهو ما يعزز المواجهات بين التنظيمين، بالإضافة إلى توجيهات داعش (الأم) بالقتال ضد القاعدة وإعدام القيادات المتعاونة معه. ولكن يتحدى هذا السيناريو، حاجة التنظيمين إلى الحفاظ على علاقات هادئة تُجنّبهما استنزاف قدراتهما القتالية في مواجهة قوات الأمن والضربات العسكرية الفرنسية[16]، وعلاقاتهما وتحالفاتهما مع الشبكات الإجرامية القائمة، والتي غالباً ما ترتبط بتمويل نشاط التنظيمين[17].
السيناريو الثالث، انحسار تهديد "داعش"، في ظل الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، وتصاعد المطالب السياسية في بعض الدول بضرورة التدخل لمواجهة خطر "داعش"، وعلى سبيل المثال، أصدر حزب التحالف الديمقراطي في جنوب أفريقيا بياناً في 6 يوليو يحث الحكومة على التدخل لمواجهة "داعش" في شمال موزمبيق[18]. بالإضافة إلى إعلان فرنسا وثلاث عشرة دولة أوروبية عن تشكيل قوات أوربية متعددة المهام "تاكوبا"، لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب، فضلاً عن إعلان العديد من الدول الأفريقية عن تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة على الحدود لوقف تسلل الإرهابيين. ومع ذلك، تظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة من بين أهم التحديات التي تواجه جهود مكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية.
ويبدو أن السيناريو المرجح هو السيناريو الثاني (اتساع دائرة المواجهات بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة")، حيث يجد بعض الحكومات الأفريقية، وبموافقة ضمنية من الدول الداعمة لجهود مكافحة الارهاب، في هذه المعارك فرصة ملائمة لاحتواء التنظيمين؛ فبالتفاوض مع تنظيم القاعدة يمكن تحييد إحدى جبهات القتال، وهو ما يساعد على انشقاق عناصر من القاعدة وانضمامهم إلى "داعش"، ما يُسهِّل تركيز الضربات العسكرية على جبهة "داعش".
الهوامش
[1] Eleanor Beevor and Flore Berger, ISIS militants pose growing threat across Africa, International Institute for Strategic Studies, 2/6/2020, available at: https://www.iiss.org/blogs/analysis/2020/06/csdp-isis-militants-africa
[2] Islamic State replaces al-Qaeda as Enemy No. 1 in Sahel, France 24,15/1/2020, available at: https://www.france24.com/en/20200115-islamic-state-replaces-al-qaeda-as-enemy-no-1-in-sahel
[3] Security Council, Letter dated 16 July 2020 from the Chair of the Security Council Committee pursuant to resolutions 1267 (1999), 1989 (2011) and 2253 (2015) concerning Islamic State in Iraq and the Levant (Da’esh), Al-Qaida and associated individuals, groups, undertakings and entities addressed to the President of the Security Council, 23 July 2020, available at: https://www.securitycouncilreport.org/atf/cf/%7B65BFCF9B-6D27-4E9C-8CD3-CF6E4FF96FF9%7D/s_2020_717.pdf
[4] Zachary Jaynes and (others), Africa File: A biweekly analysis and assessment of the Salafi-jihadi movement in Africa and related security and political dynamics, Critical Threats, 23/7/2020, available at: https://www.criticalthreats.org/briefs/africa-file
[5] Eleanor Beevor and Flore Berger, op. cit.
[6] Idem.
[7] Wassim Nasr, ISIS in Africa: The End of the “Sahel Exception”, June 2, 2020, available at: https://cgpolicy.org/articles/isis-in-africa-the-end-of-the-sahel-exception/
[8] من أمثال: جمال عكاشة (المعروف باسم يحيى أبو الحمام)، وأبو إياد التونسي، الذين قتلا على أيدي القوات الفرنسية في 21 فبراير 2019 في إيلاك، شمال تمبكتو، وأبو يحيى الجزائري، الذي قتلته القوات المالية في بامبا في 6 أبريل 2020.
[9] Jacob Zenn, ISIS in Africa: The Caliphate’s Next Frontier, May 26, 2020, available at: https://cgpolicy.org/articles/isis-in-africa-the-caliphates-next-frontier/
[10] Eleanor Beevor and Flore Berger, op. cit.
[11] Idem.
[12] Zachary Jaynes and (others), op. cit.
[13] Méryl Demuynck, Julie Coleman,The Shifting Sands of the Sahel’s Terrorism Landscape, Mar 2020, available at: https://icct.nl/publication/the-shifting-sands-of-the-sahels-terrorism-landscape/
[14] Idem.
[15] Security Council, op.cit.
[16] Méryl Demuynck, Julie Coleman, op.cit.
[17] Idem.
[18] Zachary Jaynes and (others), op.cit.
مركز الإمارات للسياسات | 25 يناير 2021
فراس إلياس | 24 يناير 2021
مركز الإمارات للسياسات | 19 يناير 2021